إدارة الشئون الفنية
واقم الصلاة لذكري

واقم الصلاة لذكري

22 يناير 2021

خطبة الجمعة المذاعة والموزعة

بتاريخ 9 من جمادى الآخرة  1442هـ - الموافق   22 / 1 / 2021م

] وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي[

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الصَّلَاةَ قُرَّةَ عُيُونِ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْقَائِلُ: ]اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ[ [البقرة:153]، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الَّذِي عَبْدَ رَبَّهُ قَانِتًا حَتَّى تَفَطَّرَتْ قَدَمَاهُ الشَّرِيفَتَانِ، فَكَانَ إِمَامَ الصَّابِرِينَ الشَّاكِرِينَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الْعَابِدِينَ الْخَاشِعِينَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللهِ، وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ التَّقْوَى سَبَبٌ لِجَلْبِ كُلِّ مَرْغُوبٍ وَلِدَفْعِ كُلِّ مَرْهُوبٍ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ] وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ[ [الطلاق: 2-3].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:

 إِنَّ لِلصَّلَاةِ فِي الْإِسْلَامِ مَنْزِلَةً عَظِيمَةً، وَمَكَانَةً بَيْنَ سَائِرِ الْعِبَادَاتِ كَرِيمَةً؛ فَهِيَ عَمُودُ هَذَا الدِّينِ، وَالرُّكْنُ الَّذِي يَلِي الشَّهَادَتَيْنِ؛ فَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَقَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ، وَعَمُودِهِ، وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ»؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ» [أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ].

وَهِيَ أَوَّلُ مَا أَوْجَبَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنَ الْعِبَادَاتِ، وَفَرَضَهَا لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَطْبَاقِ السَّمَوَاتِ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَهُوَ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ، وَمُرْتَكِبُ جُرْمٍ جَسِيمٍ؛ فَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ» [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ]. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ].

عِبَادَ اللهِ:

وَالصَّلَاةُ أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَإِنْ أَقَامَهَا وَرَاعَى شُرُوطَهَا وَحُدُودَهَا : فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ ؛ وَإِلَّا خَابَ وَخَسِرَ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ» [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ].

وَالصَّلَاةُ عِصْمَةٌ لِدَمِ الْمَرْءِ وَمَالِهِ وَعِرْضِهِ؛ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلَامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ».

وَهِيَ مُعِينٌ لِمُقِيمِهَا حَقًّا عَلَى الصَّبْرِ عَلَى الْبَلَاءِ وَالشُّكْرِ عَلَى النَّعْمَاءِ؛ فَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ بِالِاسْتِعَانَةِ بِهَا عَلَى أُمُورِهِمُ الدِّينِيَّةِ وَالدُّنْيَوِيَّةِ، فَقَالَ: ]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ[ [البقرة:153]. وَفِي الْحَدِيثِ: «كَانَ النَّبِيُّ r إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى» [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَحَسَّنَهُ الْحَافِظُ].

مَعَشْرَ الْمُسْلِمِينَ:

وَالصَّلَاةُ تُذَكِّرُ الْعَبْدَ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَتَجْعَلُ لَهُ ذِكْرًا وَمَدْحًا فِي عِلِّيِّينَ؛ قَالَ سُبْحَانَهُ: ]إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي[ [طه: 14].

وَقَدْ قَرَنَهَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذِكْرِهِ وَتَوْحِيدِهِ وَعِبَادَتِهِ، وَبِالْفَلَاحِ وَبِالزَّكَاةِ وَبِالصَّبْرِ وَالنُّسُكِ، وَبِحَيَاةِ الْعَبْدِ وَمَمَاتِهِ؛ قَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: ]قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى[ [الأعلى: 14-15]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ]قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ[ [الأنعام: 162-163].

وَهِيَ آخِرُ وَصِيَّةٍ وَصَّى بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّتَهُ؛ فَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حُضِرَ، جَعَلَ يَقُولُ: «الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِهَا، وَمَا يَكَادُ يُفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ. [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

فَإِذَا ضُيِّعَتِ الصَّلَاةُ ضَاعَ الدِّينُ، وَهِيَ آخِرُ مَا يُنْقَضُ مِنْ دِينِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ، وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ» [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ حِبَّانَ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

أَقُولُ مَا قَدْ سَمِعْتُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَلِيَّ الْكَرِيمَ، وَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ جَلَّ فِي عُلَاهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَمُصْطَفَاهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْليمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ نَلْقَاهُ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي خَلَقَكُمْ، وَاسْتَعِينُوا عَلَى طَاعَتِهِ بِمَا رَزَقَكُمْ، وَحَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالْجُمَعِ وَالْجَمَاعَاتِ.

إِخْوَةَ الإِيمَانِ:

لَقَدْ بَلَغَ مِنْ عِنَايَةِ الْإِسْلَامِ بِالصَّلَاةِ أَنْ أَمَرَ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، وَفِي الْأَمْنِ وَالْخَوْفِ، وَأَدَائِهَا بِخُشُوعٍ لِلَّهِ وَخُضُوعٍ لِعَظَمَتِهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ ؛ فَقَالَ تَعَالَى: ]حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ[ [البقرة:238-239].

 كَمَا أَمَرَ بِإِقَامَةِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَعَدَّ الْمُحَافَظَةَ عَلَيْهَا مِنْ دَلَائِلِ الْإِيمَانِ، وَإِهْمَالَهَا وَالتَّثَاقُلَ عَنْهَا مِنْ عَلَامَاتِ الشِّقَاقِ وَالنِّفَاقِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ، وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ
لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ
» [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَاللَّفْظُ لَهُ].
وَنَهَى عَنِ التَّخَلُّفِ عَنْهَا لِغَيْرِ عُذْرٍ؛ فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يُجِبْ، فَلَا صَلَاةَ لَهُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ» [أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ]. وَوَعَدَ – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا بِالنَّجَاةِ وَالْفَلَاحِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتَوَعَّدَ مَنْ ضَيَّعَهَا بالنَّكَالِ وَالْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ؛ قَالَ اللهُ تَعَالَى:
]فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا[ [مريم:59]، وَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ؛ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» [أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ إِلَّا التِّرْمِذِيَّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ].

اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالْـمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالـمُشْرِكِينَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، وَاصْرِفْ عَنَّا كُلَّ شَرٍّ وَسُوءٍ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا يَا رَبَّ العَالَمِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَلِلْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ احْفَظْ أَمِيرَ الْبِلَادِ وَوَلِـيَّ عَهْدِهِ، وَوَفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَأَصْلِحْ لَهُمَا البِطَانَةَ وَالرَّعِيَّةَ، وَاهْدِهِمَا لِلْحَقِّ وَالصَّوَابِ، واجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً، دَارَ عَدْلٍ وَإِيمَانٍ، وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَسائِرَ بِلَادِ الْـمُسْلِمِينَ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

لجنة إعداد الخطبة النموذجية لصلاة الجمعة

الرقعي - قطاع المساجد - مبنى تدريب الأئمة والمؤذنين - الدور الثاني